عندما يصبح العقل متعبًا ومهمشًا، يكون من الصعب التفكير والكتابة. قد يكون القلق والأفكار السلبية هما العائقان الرئيسيان أمام تحقيق الإنتاجية. وفي بعض الأحيان، يكون من الصعب تجاوز هذه العوامل ومواجهة متطلبات العمل. لقد تعرضت لهذا الشعور السيء مؤخرًا، حيث كانت حالتي العقلية تتدهور تدريجيًا وبشكل مستمر. وبعد مشاورة مع أخصائي العلاج النفسي، أدركت أن الحصول على إجازة صحية قد يكون الخطوة الأولى للتعافي.
يعاني العديد من الأشخاص من مشاكل صحتهم العقلية بسبب الضغوط والتحديات التي يواجهونها في بيئة العمل. وفقًا لتقرير Mind Share Partners لعام 2021 الخاص بالصحة العقلية في مكان العمل، فإن 84% من الموظفين الأمريكيين الذين يعملون بدوام كامل أبلغوا أن أحد العوامل في مكان العمل تؤثر سلبًا على صحتهم العقلية في عام 2020.
لذلك، كيف يمكننا أن نعرف ما إذا كنا بحاجة إلى إجازة صحية أم لا؟ قد يكون الشعور بالقلق وعدم الراحة في بداية كل أسبوع إشارة جيدة إلى وجود مشكلة في بيئة العمل. وعلى الرغم من ذلك، يجب علينا أن نعرف أنه في حالة شعورك بالاستياء من جانب معين في العمل، يمكنك الحديث مع الزملاء المعنيين لمعرفة السبب وحله، قبل أن تفكر في الاستغناء عن العمل. قد تكون هناك أسباب خارجية أخرى قد تؤثر على صحتك العقلية، ولذلك يجب معرفة المشكلة بدقة قبل اتخاذ قرار.
قد تكون الجوانب الثقافية والاجتماعية والعرقية للفرد لها تأثيرات على الحاجة إلى إجازة صحية. في بعض الأحيان، يكون من الصعب على الأشخاص الذين ينتمون إلى ثقافات أو أعراق معينة ترك وظيفتهم بسبب الضغط الاجتماعي والثقافي المتعلق بالعمل. قد يشعرون بالذنب إزاء ترك العمل، خاصة إذا كانوا قد سمعوا تلك الرسائل في وقت سابق من حياتهم. ولذلك، يجب على الأفراد أن يدركوا أن صحتهم العقلية مهمة ويجب أن يعتنوا بها.
بالنظر إلى الفترة التي قضيتها في إجازة العلاج، أدركت بأنني لا أحتاج فعلًا للعودة إلى العمل الذي كنت أمارسه. قررت أنه يجب عليّ التخلي عن العمل الذي يؤثر سلبًا على صحتي العقلية، وأن أعيش حياة أكثر استقرارًا وسعادة. وبفضل تلك الخطوة، تمكنت من الحفاظ على صحتي العقلية والجسدية والعودة للتوازن.
في النهاية، يجب على الأفراد أن يتخذوا القرار الذي يناسبهم بناءً على حالتهم الشخصية والظروف المحيطة بهم. قد يكون العمل جزءًا هامًا من حياتنا، ولكن لا يجب أن يكون على حساب صحتنا العقلية والجسدية. يجب أن نقدر أنفسنا ونعتني بأنفسنا قبل أن نتحمل المزيد من الضغوط والأعباء.
في النهاية، صحتك العقلية تأتي أولاً. وإذا كنت تشعر بأن العمل يهدد استقرارك النفسي والعاطفي، فلا تتردد في طلب إجازة صحية والاهتمام بنفسك. قد تكون هذه الخطوة الأولى نحو إحساس أفضل وحياة أكثر توازنًا وسعادة.
في الختام، يجب أن نتذكر أننا نستحق العيش بصحة جيدة وسعادة دائمة. لذا، لا تتردد في اتخاذ القرارات الصحية التي تعزز رفاهيتك العامة. وتذكر دائمًا أنك لست وحدك، وهناك دعم ومساندة متاحة لك في رحلتك نحو الشفاء والتعافي.
نتمنى لكم الصحة والسعادة الدائمة.
نسعد بتواصلكم ومشاركة أفكاركم وتجاربكم. نحن هنا لدعمكم في رحلتكم نحو الرفاهية العقلية.
نيلا-ستوك سيوبهان، كاتبة حرة.